مَحابِرُ النقدُ الأدبي

[احمد محمد النشار]

قصتي.كوم...فضفض واحكي لنا قصتك!

نبحث في أحيان كثيرة عن أذن تسمعنا فلا نجد, عن شخص نشاركه بعضا من ما يثقل صدورنا, ربما مشكلة نمر بها, أو قرار صعب نحتاج رأيا ثانيا فيه فيَسْهُلُ علينا اتخاذه. وربما فقط نحتاج للفضفضة, ليس لأنا نريد حلا أو رأيا, بل فقط الفضفضة من أجل الفضفضة, وفك أسر أفكارنا المتزاحمة. غالبا من نبحث عنه في مثل هذه الحالات هو صديق, ولكن, ماذا إن لم نكن نريد أن نفضفض حتى للصديق؟ هل تعلم أن هناك أشخاص كثر قد يحكون مشاكلهم وتفاصيل حياتهم لغرباء؟ هناك من قد يلتقي بشخص في حافلة, فيبوح له بسر ربما لا يعرفه حتى من يقطن معه تحت سقف بيت واحد! هل حدث هذا معك من قبل؟ ربما كنت الشخص الذي التقيت غريبا يوما, وشعرت أن الفضفضة معه لن تضرك في شيء, فهو سيذهب من طريق وأنت من طريق,غالبا لن تلتقوا بعد ذلك, وما قد ينصحك به ربما لن تسمعه حتى من أقرب المقربين إليك, حرجا منك, خوفا على مشاعرك, أو حتى نفاقا لك!

وربما كنت ذلك الشخص, الذي تفاجئ في يوم بغريب استرسل يحكي لك مشكلة ما, يطلعك على تفاصيل لم تكن لتسأله عنها ولو كان بينكم "خبز وعيش وملح"! نحن نشعر بالراحة حين نفضفض, وفي أوقات كثيرة لا نرغب في الفضفضة لمن يعرفنا, وأسباب ذلك عديدة, وتختلف من شخص لآخر, هناك من يدفع ثمن باهظا لقاء ساعات قليلة يستلقي فيها على مقعد مريح بعيادة استشاري نفسي, فقط ليفضفض! البرامج الإذاعية والتلفزيونية, و صفحات الجرائد والمجلات التي تسمح للناس بالفضفضة تحقق غالبا نجاحا جماهيريا ساحقا. وفي كل بلد عربي سنجد مثالا على ذلك, وربما "بريد الجمعة", لعبد الوهاب مطاوع في مصر من أشهر هذه الأمثلة وأكثرها شعبية.

وبناء على فكرة"بريد الجمعة", تم إنشاء موقع قصتي.كوم, موقع عربي حديث في ساحة الإنترنت العربي, يُتيح للمشتركين فيه كتابة قصصهم ومشاركتها مع غيرهم, كما يسمح لهم بالتعليق على قصص غيرهم المنشورة فيه وإبداء رأيهم فيها. هذه القصص قد تكون قصص نجاح, يوميات, قصص مضحكة, واقعية للعظة, عائلية, شخصية أو حتى مختلطة بين كل هذا. حيث وضعت إدارة الموقع قسما لكل صنف, كما حرصت على إضافة قسم خاص بروائع عبد الوهاب مطاوع, أصل الفكرة. التسجيل في قصتي.كوم, سهل لن يؤخذ من وقتك أكثر من دقيقتين, كما يمكن التسجيل عن طريق حساب الفيسبوك. بعدها ستتمكن من المشاركة في الموقع ونشر قصتك, طبعا بعد أن يوافق عليها المسئولون فيه,و سيتم اعتماد ما يشبه التصويت لنشر القصص, فلنشر قصة ستحتاج عددا من موافقات أعضاء الموقع, كما أن عددا من الأصوات قد يؤدي إلى منع نشرها أيضا.

ستتمكن بعد التسجيل من كتابة تعليقات على القصص المنشورة, مشاركتها على حساباتك الاجتماعية, وحتى مراسلة باقي الأعضاء. الموقع حديث, وإضافات كثيرة لا زالت في طور التنفيذ, كما أن هناك خططا لضم مجموعة من الأخصائيين والخبراء في شتى المجالات, كالدينية, الاجتماعية, الطبية..الخ أوضحت أيضا إدارة قصتي.كوم أنها ستنظم مستقبلا مسابقات بجوائز عينية, لأفضل القصص وأفضل التعليقات عليها. و أكدت على أن كل ما يُنشر من قصص تتم مراقبته عن كثب, حتى لا يتضمن أي مخالفات للشريعة أو للآداب العامة, كما بإمكان الأعضاء التبليغ عن أي تعليق يرونه مخالفا لقوانين وشروط الموقع.

فكرة قصتي.كوم, فكرة مميزة جدا, توفر مساحة تفاعلية, نشارك فيها الآخرين قصصنا, هي مساحة ستلبي احتياج كل شخص يبحث عن من يسمعه, يشاركه مشاكله, نجاحه, مواقفه المحرجة أو المضحكة, وحتى إحباطاته!

[ملكة سباء]

موقع ممتاز يتيح لنا أن نريح أرواحنا دون قيد أو خوف .... لك جزيل الشكر والامتنان